ذِكْر كلمة الجزائر قبل ألف عام ! -->
منوعات الوطن العربي منوعات الوطن العربي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

ذِكْر كلمة الجزائر قبل ألف عام !






 ذِكْر كلمة الجزائر قبل ألف عام !


دائما ما يحاول أعداء الجزائر طمس تاريخنا و تشويهه، حيث يأتون و يتحاملون على تاريخها العظيم بقولهم أنّ هذه الدولة هي حديثة و ليس لها تاريخ و أن إسمها معروف فقط منذ سبعين سنة. لكن الحقيقة مخالفة تماما لما يقولون لأن هذا ديدنهم الكاذب، فهم يستهدفون الدول التي لها تاريخ منسي و لكنه عظيم. حيث نعيب على أغلب المؤرخين الجزائريين الذين لم يبحثوا كثيرا في تاريخ بلادهم و بقوا فقط يكررون ما يقرأون و لم يبحثوا كثيرا بين طيات المخطوطات و الكتب التي تحوي معلومات جد مهمة من شانها إسكات كل من تسول له نفسه الإساءة إلى هذه الأمة العظيمة. 

كما هو معروف، سُمّيت الجزائر بهذا الإسم نسبةً إلى أقدم مستوطنة كانت موجودةً في عاصمة البلاد، حيث أُخذ هذا الإسم من كلمة "جزائر" في إشارة إلى الجزر الصخريّة؛ حيث كانت سابقاً 4 جزر قريبة من الساحل قام خير الدين بربروس بضمها معاً لتشكل شبه مرفأ طويل يمتد من الياسبة إلى هذه الجزر. و لتُصبح مع الجزائر الحالية(1). وكانت الجزائر العاصمة تُسمّى قديماً إيكوسيم، وهو إسم أطلقه الفينيقيون عليها و يعني جزيرة طيور النورس، وبقي هذا الاسم مُستخدماً في ظلّ حكم الإمبراطوريّة الرومانيّة، حتّى تغيّر بحلول عام 960م(2). و قد أُطلق على المنطقة إسم جزائر بني مزغنة، وقد استُخدم هذا الإسم من قِبل الجغرافيين في بدايات العصور الوسطى على كل أراضي الجزائر الحالية(3).

فقط نريد أن نشير في هذه القصة الغريبة التي تشبه الخيال إلى نوع ما، و لكن ما يهمنا هنا هو ذكر إسم #الجزائر قبل حتى أن يؤسسها و يسميها زيري بن مناد و من بعده خير الدين بربروس.

روى المؤرخ الكبير البكري في كتابه المسالك و الممالك: أن رجلا أخبر مُقَرَّبًا ( رحالة مع قبيلة له كانوا متوجهين إلى تونس الحالية من جهة الجنوب) أنه ذهب إلى واحة النخيل التي يملكها فوجد أنّ أكثر تمرها قد أكل و وجد أثر إنسان لا يشبه البشر في العظم و الكبر، فأقام العسة في الليل عليه. و إذا بخلق عظيم لم يرى مثله من قبل شرع يأكل التمر و هموا به، لكنه أحس بهم فهرب منهم و لم يعلموا المكان الذي فر إليه. فذهب معهم مقرب إلى مكان الأثر؛ فلما رآه إستعظمه لكبره و أمرهم أن يحفروا قربه حفرة عميقة بمثابة الفخ في المكان الذي كان يدخل منه هذا العملاق و يغطوا أعلاه بالحشيش و أن يرقبونه ليلا على تباع، ففعلوا ما أمرهم به. و بعد عدة ليالي أقبل هذا المخلوق على عادته، لكنه وقع في الفخ المعمول له و همو به فغفلبوه بكثرتهم و ترديه في الحفرة؛ فإذا هي إمرأة سوداء عظيمة الخلق مفرطة في الطول و العرض و لا يفقه من كلامها شيء. و كلموها بكل اللغات التي كانت مشهورة في المنطقة فلم تجاوب منهم أحدا. و أبقوها عندهم أياما لينظروا في أمرها، غير أنهم إتفقوا على إطلاقها و ركوب الخيل و الإبل وراءها حتى يعرفوا المكان الذي جاءت منه، لكن لما أطلقوها إنطلقت مسرعة حتى أن سرعة الخيل و الإبل لم تمكنهم من اللحاق بها و لم يقفوا على حقيقة أمرها (لعله يشير إلى منطقة البرمة التي تشترك فيها الحدود الليبية التونسية الجزائرية أو أراضي شمال الطاسيلي). و يذكرون أن هناك رمال عظيمة و كثيرة يقال لها #الجزائر كثيرة النخل و العيون لا عمران فيها و لا أنيس بها و أن صوت الجن يسمع بها الدهر كله. و ربما كان بها بعض الغزاة من السودان ( لعله يقصد قبائل الطوارق أو التبو أو بعض قبائل الأفارقة الأخرى) للظفر بالمسلمين هناك والنيل منهم، حيث يتكدس التمر هناك أعواما لا يناله و لا يصله أحد حتى يجمعه الناس في موسم معين و في السنين الجدبة و عند الحاجة أو الضرورة (4).

لا يعنينا هنا أن القصة واقعية أو خيالية لكن الأمر الذي يعنينا هو ذكر إسم الجزائر - تحديدا و بالضبط من جهة الجنوب التي تبعد عن الجزائر العاصمة الحالية بأكثر من ألف كيلومتر- فيها لنثبت لمن ينكر وجود الجزائر كأمة و تاريخ أننا ضاربون في القدم و منذ فجر التاريخ و حتى قبل بداية الحضارات المعروفة قديما و حديثا.

ع. بن نجوع/ نيويورك. أكتوبر 2021


المراجع:

(1) مبارك بن محمد الميلي الجزائري(1986)، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، الجزائر: المؤسسة الوطنيّة للكتاب ، صفحة (45-46)، جزء 1. بتصرّف.

(2) Charles Michael Brush (2014-9-24), "Ancient Numidia- An Ancient People of Algeria"، sites.psu.edu, Retrieved 2021-1-31. Edited.

(3) شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي(1995)، كتاب معجم البلدان (الطبعة الثانية)، لبنان: دار صادر، صفحة (132-133)، جزء 2. بتصرّف.

(4) أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري(1991)، كتاب المسالك و الممالك، تحقيق الدكتور: جمال طلبة، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة(664-665)، المجلد الأول. بتصرّف.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

منوعات الوطن العربي

2016